
مرحاض في غزة: صورة تعكس معاناة لا يمكن للكلمات وصفها
المقال باللغة الإنجليزية على الموقع التالي
“A Toilet in Gaza: The Image That Speaks Louder Than Any Headline”
في قلب الحرب والمعاناة التي يعيشها سكان غزة، هناك صور تحكي حكايات لا تحتاج إلى كلمات.
الصورة التي نشرها الكاتب تُظهر مرحاضًا في مدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين. الصورة ليست مجرد مشهد عادي،
بل هي شهادة حية على ما تبقى من كرامة الإنسان في ظل الظروف القاسية.
في هذا المكان المخصص عادة للطلاب، يصبح الآن مرحاضًا لخدمة عشرات العائلات التي لا تجد مكانًا آخر.
الأرض مغطاة بمياه قذرة، وزجاجات بلاستيكية تسبح وسط مناديل مبللة وفضلات متناثرة.
الحوض ممتلئ بمياه داكنة، وكأنها تحمل في طياتها آلام وأحزان الناس الذين يعانون يوميًا. النساء، اللواتي يحاولن حماية أطفالهن، يقفن في طوابير طويلة في انتظار دورهن، في حين يواجه كبار السن صعوبة في الوصول إلى هذا المكان الملوث.
أما الأطفال، فيصبح هذا المكان بؤرة للأمراض والذل.
صورة المرحاض، تُظهر الواقع المؤلم للنازحين الذين يفتقدون إلى أبسط وسائل الحياة الكريمة، من ماء نظيف وصرف صحي.
عندما نتحدث عن ضحايا الحرب، نركز على القنابل والرصاص، ولكن هناك جوانب أخرى للمعاناة تستحق أن تُسلط عليها الأضواء.
مثل هذه الظروف تشكل موتًا بطيئًا للكرامة، النظافة، والأمان.
فالمساعدات الإنسانية لا تقتصر على الغذاء والدواء، بل تشمل أيضًا توفير مراحيض تعمل بشكل جيد، مياه صالحة للشرب، وصابون للغسيل.
الهدف من نشر هذه الصورة ليس فقط إحداث الصدمة، بل لفتح عيون العالم على ما يحدث في غزة. وراء كل زاوية متسخة، هناك إنسان، وكل من يعيش هذا الواقع يستحق حياة أفضل مليئة بالأمان والكرامة.
يجب أن نتساءل، كأفراد من المجتمع الدولي: كم من الوقت يجب أن يستمر هذا الوضع قبل أن يتحرك العالم من خلال الأفعال، لا الكلمات؟
مرحاض في غزة: صورة تعكس معاناة لا يمكن للكلمات وصفها