في حلقة جديدة من برنامج “حوار صحراء 24″، استضاف الإعلامي القيادي البارز في حركة حماس، الدكتور سامي أبوزهري،

حيث تحدث عن آخر التطورات في قطاع غزة وتفاصيل الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.

الاحتلال الإسرائيلي والجرائم ضد غزة

بدأ الدكتور سامي حديثه بتوضيح الأوضاع في غزة، حيث أشار إلى التصعيد غير المسبوق من الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.

وأكد أن الاحتلال يرتكب مجازر يومية في مختلف أنحاء غزة، مستهدفًا المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال في جميع الأعمار.

وأضاف أن العدوان طال حتى أماكن نزوح الفلسطينيين في الخيام، وهي المناطق الأكثر استهدافًا،

في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق وإغلاق للمعابر منذ أكثر من خمسة أسابيع،

ما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية والإنسانية.

الدكتور أبوزهري أشار إلى أن هذه الجرائم تحدث تحت غطاء الدعم الأمريكي وبعض الدول الغربية،

ما يعزز موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواصلة التصعيد العسكري.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، أكد أن قطاع غزة يعاني من أزمة خانقة،

حيث لا تصل أي مساعدات إغاثية إلى السكان المحاصرين.

المفاوضات ورفض الاحتلال الإسرائيلي

ردًا على سؤال حول المفاوضات،

أوضح الدكتور أبوزهري أن حركة حماس تلقت مقترحًا من الوسطاء الدوليين بخصوص التوصل إلى وقف إطلاق نار،

إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض هذا المقترح، واستمر في تصعيد الهجمات على القطاع.

وتابع قائلاً إن نتنياهو لا يسعى لوقف الحرب، بل يهدف إلى إطالة أمدها،

متذرعًا بحماية حكومته المتشددة وحماية مستقبله السياسي. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتفريغ غزة من أهلها،

في سياق مشروع تهجير واسع يتماشى مع أهداف أمريكية وإسرائيلية.

كما أوضح أن المقترح الذي تم رفضه كان يشمل إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين

مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.

وأشار إلى أن هذا الاقتراح كان جزءًا من اتفاق تم التوصل إليه في يناير الماضي،

وكان من المفترض أن يتضمن مراحل لتبادل الأسرى وفتح المعابر الإنسانية،

إلا أن الاحتلال رفض المضي قدمًا في المفاوضات، مما أدى إلى انهيار الاتفاق.

الموقف الأمريكي وتأثيره على المفاوضات

تناول الدكتور أبوزهري أيضًا الموقف الأمريكي، حيث أشار إلى الدعم غير المحدود الذي تقدمه الإدارة الأمريكية للكيان الإسرائيلي،

سواء على المستوى العسكري أو السياسي. وفي سياق حديثه عن المواقف الأمريكية المختلفة،

أشار إلى أن إدارة ترامب كانت أكثر صراحة في دعم إسرائيل،

بينما تحاول إدارة بايدن تجميل سياساتها رغم أنها تبقى داعمة بشكل كبير للاحتلال الإسرائيلي.

وحول الحديث عن سلاح المقاومة، أكد أن حركة حماس لن تتخلى عن سلاحها طالما استمر الاحتلال في عدوانه ضد غزة،

مشددًا على أن السلاح ليس هو المشكلة بل الاحتلال نفسه.

وأكد أن أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب واندحار الاحتلال الإسرائيلي ليس له أي قيمة،

خاصة إذا كان سيؤدي إلى تسليم الأسرى الفلسطينيين دون ضمانات حقيقية لوقف الهجمات الإسرائيلية.

الرفض الإسرائيلي لوقف الحرب

وفيما يتعلق بآخر محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار،

قال الدكتور أبوزهري إن السبب الرئيسي في فشل هذه المفاوضات

هو رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للذهاب إلى طاولة التفاوض حول وقف الحرب.

وأضاف أن الاحتلال لا يرغب في وقف الحرب ويصر على الحصول على الأسرى دون تقديم أي ضمانات بخصوص توقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

الخطوط الحمراء لحركة حماس

أوضح الدكتور أبوزهري أن أبرز الخطوط الحمراء بالنسبة لحركة حماس هي التمسك بحق المقاومة

ورفض أي اتفاق لا يتضمن وقفًا حقيقيًا للحرب وانسحاب الاحتلال من غزة

وقال إن حركة حماس مستعدة للتجاوب مع أي مقترح يضمن وقف العدوان الإسرائيلي،

لكن الاحتلال لا يعرض سوى شروط تعجيزية تسعى للاستمرار في حربه ضد الشعب الفلسطيني.

المفاوضات الداخلية وانتقادات من بعض الأطراف

كما تناول الدكتور أبوزهري ا

لانتقادات التي توجه إلى حركة حماس من بعض الأصوات داخل غزة، والتي تتهمها بعدم المرونة في المفاوضات.

وأكد أن هذه الانتقادات تأتي نتيجة الضغوط الكبيرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة بسبب القصف والعدوان المستمر،

مشيرًا إلى أن حركة حماس تبذل كل جهد ممكن لوقف القتل والدمار، رغم التعقيدات التي يفرضها الاحتلال.

دور الشعب الفلسطيني في المقاومة

وأكد الدكتور أبوزهري في ختام حديثه أن الشعب الفلسطيني في غزة لا يمكنه التخلي عن سلاح المقاومة،

حيث أن استمرار الاحتلال يتطلب استمرار المقاومة.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني دفع أثمانًا غالية من أرواح أبنائه،

إلا أن القضية الفلسطينية أكبر من أي معركة، وأن فلسطين تعتبر في قلب الأمة العربية والإسلامية.