
الأونروا ترفض التعاون مع إسرائيل في توزيع المساعدات داخل قطاع غزة
أكّد المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في تصريح رسمي اليوم، أن الوكالة لن تتعاون مع أي خطط إسرائيلية لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن “الأونروا ملتزمة بالعمل الإنساني المستقل وغير المنحاز، وأن تدخلات الاحتلال تقوض حياد العمل الإغاثي”.
تصريح رسمي حازم
وقال المستشار الإعلامي للأونروا:
“نرفض بشكل قاطع أي تنسيق أو تعاون مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ما يتعلق بتوزيع المساعدات، لأن هذا يتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها الحيادية والاستقلال.”
وأضاف أن الأونروا تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، ولها آلياتها المعتمدة دوليًا لتوزيع المساعدات على السكان المدنيين في غزة،
وأن أي تدخل خارجي يضر بثقة المجتمع الدولي ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني.
خلفية الأزمة
تأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير إسرائيلية تحدثت عن نية إسرائيل إدارة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة مباشرة أو عبر أطراف ثالثة،
في محاولة – بحسب مزاعمها – لضمان عدم “وقوع المساعدات بيد فصائل مسلحة”.
لكن هذا الطرح قوبل برفض واسع من المؤسسات الإنسانية الدولية.
كما أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة رافقها اتهامات مكررة للأونروا بالتحيّز،
وهو ما تنفيه الوكالة بشكل دائم، وتؤكد أن عملها يستند إلى معايير مهنية تخضع للرقابة الدولية.
موقف المجتمع الدولي
من الجدير بالذكر أن عددًا من الدول والجهات الأممية كانت قد حذّرت سابقًا من محاولات تسييس المساعدات الإنسانية،
مؤكدة أن ذلك من شأنه تقويض الثقة بالمنظمات الدولية، وإعاقة إيصال المساعدات للمحتاجين الحقيقيين،
خاصة في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.
الأوضاع الإنسانية في غزة: على شفا كارثة
بحسب تقارير الأمم المتحدة، يعيش سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية شديدة التدهور، مع شح في المواد الغذائية،
وانقطاع متكرر للكهرباء، وانهيار كبير في القطاع الصحي. وتؤكد الأونروا أن هناك حاجة عاجلة لإدخال المساعدات دون تأخير، وبشكل منتظم،
لتفادي مزيد من الانهيار.
الأونروا تتعرض لضغوط سياسية
من ناحية أخرى، تواجه الأونروا ضغوطًا سياسية وتمويلية متزايدة، خاصة بعد قيام بعض الدول بتجميد دعمها المالي إثر ادعاءات إسرائيلية بشأن “علاقة موظفين في الوكالة بأنشطة معادية”.
ومع ذلك، فقد أعادت عدة دول دعمها مؤخرًا بعد أن لم تثبت تلك الاتهامات بأدلة دامغة.
ختامًا
ترفض الأونروا أن تكون جزءًا من أي أجندات سياسية، وتؤكد تمسكها برسالتها الإنسانية.
وبهذا الموقف، توجه رسالة واضحة مفادها أن العمل الإنساني في غزة يجب أن يبقى نزيهًا ومستقلًا، وألا يخضع لأي تدخل من قبل قوة الاحتلال.
فهل ستتراجع إسرائيل عن هذه الخطة؟ أم أننا مقبلون على أزمة جديدة في ملف المساعدات؟
الأونروا ترفض التعاون مع إسرائيل في توزيع المساعدات داخل قطاع غزة
Good https://lc.cx/xjXBQT