غزة أسطورة النضال انتصرت على أقوى امبراطوريات السلاح والمال والتكنولوجيا
غزة أسطورة النضال انتصرت على أقوى امبراطوريات السلاح والمال والتكنولوجيا
قلم /د. غسان مصطفى الشامي
وضعت حرب الإبادة الجماعية في غزة أوزارها جزئيا بعد سنتين طوال من القتال أمام عدو اسرائيلي شرس أمام عدو وكيان يحتل أرضنا الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عاما، وضعت الحرب أوزارها لبعض الوقت وباعتقادي استراحة محارب استراحة مقاتل استراحة مناضل وربما تعود بعد سنين قليلة فهي صولات وجولات مع المحتلين حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وكنس العدو الصهيوني عن أرضنا المباركة..
انتصرت غزة الثائرة غزة الصامدة غزة المثابرة بمعادلات وموازين القتال في الحروب العالمية انتصرت غزة أمام الطائرات الحربية الكبرى والصواريخ والقنابل العنقودية النووية والبارجات والراجمات الحربية بل وأعتى أنواع الوسائل القتالية استخدمت في حرب الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها قرابة 200ألف بين شهيد وجريح ومكلوم عوضا عن الدمار الكلي الذي لحق بقطاع غزة شمل كافة مناحي وقطاعات الحياة من مباني واقتصاد وتعليم واجتماع وغيرها، في المقابل ومنذ بداية الحرب قامت عدد من دول العالم الكبرى والمستعمر الأجنبي بتوفير الدعم الكبير والمستمر والمتواصل من أجل تدمير قطاع غزة ودك حصون المدينة الثائرة وتدميرها رأسا على عقب .
تحدت غزة صاحبة النفس الطويل في القتال والكفاح المسلح_ عبر مقاومتها الأبية الباسلة على مدار عامين من القتال الصواريخ الكبيرة والبارجات والطائرات حيث أطبق الاحتلال على غزة جدرانها واغلق بحرها وهوائها وحاصرها من كل باب وجانب …
عامين طوال وجسام وثقال وقفت غزة في وجه طائرات الإحتلال الإسرائيلي التي حوطتها من كل جانب و دكتها بالصواريخ والقنابل على مدار الساعة، بل والعالم كله يشاهد عبر الشاشات الفضائيه ومواقع التواصل الاجتماعي المقتلة الجماعية الكبرى حرب الإبادة الجماعية في غزة .
لقد هدم الإحتلال في هذه الحرب قرابة 90%من مباني واثار قطاع غزة وخربت ودمرت الطرق والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والجامعات والشجر والحجر، لكنه لم يهدم الإرادة والعزيمة والصمود والثبات في نفوس المناضلين اهل غزة الأبطال البواسل الثائرين ..
بفضل الله ومنته وثبات المجاهدين أهل غزة وضعت حرب الإبادة الجماعية أوزارها وأوقفت مخططات التهجيير لأهل غزة حيث دمر اليهود في هذه الحرب الحجر والشجر في غزة ولم يستطع تدمير عزيمة وصمود وإرادة الشعب الفلسطيني في غزة، وقد انسحبت القوات الإسرائيلية من أجزاء من المناطق التي احتلتها بالقطاع كمرحلة أولى.. وعاد الغزيون إلى منازلهم ومتاجرهم ومحلاتهم ليبدؤا الحياة من جديد ويخرجوا من الركام والدمار من جديد .. والسؤال هل رفعت غزة الراية البيضاء ؟؟؟ هل استلمت غزة ؟؟.. رغم الحرب والصوريخ والجوع والتجويع على مدار العامين والحرب الاقتصادية والتضييق الكبير على الناس في غزة والتشريد والنزوح من منطقة الى منطقة .
رغم كل الأهوال والمصاعب التي رأها أهل غزة في حرب الإبادة الجماعية الكبرى إلا أن غزة لن تستسلم ولن تنكسر ولن ترفع الراية البيضاء ..وقد مثلت النموذج العالمي والفريد في البطولة والفداء والتحدي..وقد حركة غزة المدينة الصغيرة أفئدة العالم وحركت الشعوب الأوروبية في الخروج الى الشوارع والساحات انتصارا لفلسطين بل حركت غزة بصمودها في وجه الطغيان ساحات الأمم المتحدة وخطابات زعماء العالم خاصة الرئيس الكولمبي الذي اقترح تكوين جيش دولي لتحرير فلسطين وسيدعمه بعشرين ألف جندي..
لقد شاهد العالم كيف فرغت قاعة اجتماعات رؤوساء العالم في الأمم المتحدة خلال خطاب الطاغية المجرم رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو وهو يسوف الاكاذيب على العالم ويواصل قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني..
في نهاية الحرب خسر الكيان الصهيوني على مدار عامين سبعة ألاف جندي قتلوا في غزة..وخسر العد الصهيوني أكثر من خمسة وعشرين ألف جندي اصبحوا معاقين و خسرت ماليا أكثر من 150 مليار دولار ومئات المجنزرات والذخائر والعتاد العسكري..وقد خسر الكيان الصهيوني سمعته الدولية على الساحات العالمية وعلاقته الهارجية والتجارية ودعم الرأي العام الغربي، وقد كسرت حرب غزة هيبة اسرائيل أمام العالم وانتهت خرافة ( الجيش الذي لا يقهر ) ولم ينجح الكيان الإسرائيلي في تنفيذ خطة تهجير وتشريد أهل غزة الأبطال والاستيلاء على أرضهم .
خسرت اسرائيل النازية القدرة على موازنة الردع في المنطقة و تحالفاتها الخفية مع بعض دول الشرق الأوسط و خسرت في هذه الحرب مستقبلها السياسي في المنطقة و مصداقية إعلامها أمام شعبها والعالم .
لقد خسر الكيان الصهيوني كل ما تبقّى من إنسانيته وآداميته في هذه الحرب وخسر كل شيء ككيان غاصب ودولة احتلال وطغيان ووباء سرطاني خبيث يتوسط العالم العربي ويحتل أجمل وطن وأرض وسماء وهواء في العالم فلسطين وطننا الحبيب ..إلا أنها جولة قتالية على طريق تحرير القدس وأرضنا الفلسطينية المباركة.