
دراسة: جيل التسعينات الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية في العصر الحديث
في ظل تسارع وتيرة الحياة وتعقيد الظروف الاجتماعية والاقتصادية، كشفت دراسات نفسية حديثة أن جيل مواليد التسعينات يُعد من أكثر الأجيال عرضة للاضطرابات النفسية، مقارنةً بالأجيال التي سبقته أو تلتْه. وأشارت التقارير إلى أن هذا الجيل يواجه مستويات غير مسبوقة من القلق، الاكتئاب، اضطرابات النوم، والإجهاد المزمن.
عوامل معقّدة تقف خلف الظاهرة
بحسب الباحثين، فإن أسباب ارتفاع معدلات الاضطراب النفسي بين جيل التسعينات لا يمكن حصرها بعامل واحد، بل تتداخل فيها مجموعة من المؤثرات، منها:
-
الانتقال السريع من طفولة تقليدية إلى شباب رقمي: فقد نشأ هذا الجيل في بيئة شبه خالية من التكنولوجيا، لكنه دخل مرحلة المراهقة مع انفجار الهواتف الذكية والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
-
ضغوط المقارنة الاجتماعية: مع ظهور فيسبوك ثم إنستغرام وتيك توك، أصبح من السهل مقارنة الذات بالآخرين، مما ولّد مشاعر الفشل والقلق المستمر لدى الكثيرين.
-
تحديات اقتصادية مقلقة: كالبطالة، صعوبة شراء منزل، تأخر الزواج، وأزمة الهوية المهنية، جميعها أسباب زادت من حدة التوتر النفسي.
أرقام مقلقة عالميًا
تشير إحصائيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 1 من كل 4 أشخاص من مواليد التسعينات يعانون من اضطراب نفسي بشكل أو بآخر، وأن أكثر من 60% منهم لم يحصلوا على رعاية صحية نفسية مناسبة.
في الولايات المتحدة وحدها، سجّلت الجامعات خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا بنسبة 40% في عدد الطلاب الذين يطلبون مساعدة نفسية، وغالبيتهم من مواليد التسعينات.
التغيرات النفسية مع التقدم في السن
اللافت أن هذه الاضطرابات لا تنحصر فقط في سنوات المراهقة أو بداية العشرينات، بل تستمر مع الفرد حتى مراحل متقدمة من حياته، مالم يتم التعامل معها بشكل سليم. وتشير الدراسات إلى أن التراكم العاطفي والذهني الذي يعيشه هذا الجيل، يجعله أكثر عرضة للاحتراق النفسي والتوتر المزمن.
هل يوجد أمل في التوازن؟
رغم الصورة القاتمة، يرى الخبراء أن جيل التسعينات يمتلك من الوعي والمعرفة ما يجعله أكثر قدرة على طلب الدعم وتقبّل العلاج النفسي مقارنة بالأجيال السابقة. كما أن الانفتاح الكبير على موضوعات الصحة النفسية عبر الإنترنت ووسائل الإعلام ساهم في تقليل الوصمة المجتمعية.
نصائح للجيل المتأثر
يوصي المختصون بعدد من الاستراتيجيات التي قد تساعد في تقليل العبء النفسي على هذا الجيل، من بينها:
-
تقليل التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي.
-
ممارسة الرياضة بانتظام.
-
الحديث مع متخصص نفسي عند الشعور بالضغط أو الانهيار.
-
بناء علاقات اجتماعية صحية والابتعاد عن العلاقات السامة.
ختامًا
يُعد جيل التسعينات نموذجًا لجيل عاصر التحولات الكبرى في العالم، بين طفولة تنتمي للماضي وشباب ينتمي للمستقبل. وبين تحديات الواقع وضغوط العصر الرقمي، فإن الاهتمام بالصحة النفسية لهذا الجيل أصبح ضرورة ملحّة، لا رفاهية.
دراسة: جيل التسعينات الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية في العصر الحديث