خطة إسرائيلية جديدة لإفراغ شمال غزة: مساعدات إنسانية مقابل نزوح قسري
خطة إسرائيلية جديدة لإفراغ شمال غزة: مساعدات إنسانية مقابل نزوح قسري
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عبر الصحفي دورون كدوش عن خطة إسرائيلية جديدة تهدف إلى إفراغ شمال قطاع غزة من سكانه، باستخدام آلية توزيع المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط غير مباشرة.
وفقًا للتقرير، فإن الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع شركات أميركية، يعمل على إقامة أربعة مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية. المركز الأكثر إثارة للجدل من بينها يُقام حالياً في وسط القطاع، جنوب محور نتساريم، على طريق صلاح الدين. الموقع تم اختياره بعناية بهدف استقطاب سكان شمال ووسط القطاع الذين يصعب عليهم الوصول إلى رفح لتلقي المساعدات.
الخطة تعتمد على “تذكرة باتجاه واحد”. أي أن من يصل من الشمال إلى هذا المركز لن يُسمح له بالعودة إلى منطقته الأصلية عبر محور نتساريم. وبهذا، يُجبر السكان على البقاء جنوب المحور، مما يُحوّل عملية تسلُّم المساعدات إلى أداة تهجير فعالة.
الهدف الواضح من هذه الآلية، حسب التقرير، هو تسريع وتيرة نزوح السكان من شمال القطاع نحو الجنوب. وتُراهن إسرائيل على أن هذه السياسة ستنجح في إفراغ المنطقة بالكامل، بعد أن فشلت في ذلك خلال العمليات البرية المكثفة السابقة.
رغم الإعلانات المتكررة عن الإخلاء سابقًا، حافظ نحو 200 إلى 300 ألف فلسطيني على وجودهم في شمال غزة، رافضين مغادرة منازلهم. لكن صانعي القرار في إسرائيل يعتقدون أن الخطة الجديدة لن تترك لهم خيارًا سوى النزوح.
تثير هذه الخطوة جدلاً واسعًا، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان غزة. استخدام المساعدات كوسيلة ضغط سياسي وعسكري يُعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.
في الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه المساعدات أداة إنقاذ، تتحول في هذه الحالة إلى وسيلة لإحداث تغيير ديمغرافي قسري، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
خطة إسرائيلية جديدة لإفراغ شمال غزة: مساعدات إنسانية مقابل نزوح قسري
12 comments