
تل أبيب ترفض مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي يشمل إعادة كل المخطوفين
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نقلًا عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، أن تل أبيب قد رفضت رسميًا مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن بندًا يقضي بإعادة جميع المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
تفاصيل الرفض الإسرائيلي
ووفقًا للمصدر الإسرائيلي الذي تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن المقترح المقدم كان يتضمن اتفاقًا شاملاً لوقف إطلاق النار يمتد لعدة سنوات، إلى جانب تحرير الأسرى الإسرائيليين بشكل كامل.
ومع ذلك، رفضت الحكومة الإسرائيلية الحالية المقترح، معتبرةً أن الشروط المرفقة لا تضمن تحقيق “الأمن الكامل” لإسرائيل أو تفكيك قدرات حركة حماس العسكرية في غزة.
الأسباب وراء الموقف الإسرائيلي
بحسب ما نقلته “يديعوت أحرونوت”، فإن تل أبيب ترى أن:
-
وقف إطلاق النار مع بقاء حماس قوية عسكريًا “خطر استراتيجي”.
-
أي اتفاق لا يتضمن تفكيك البنى التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية “يُعد خطرًا وجوديًا” على المدى البعيد.
-
إعادة جميع المخطوفين دون ضمانات أمنية مشددة “ليس خيارًا مقبولًا” لدى صناع القرار الإسرائيليين.
وأكد المصدر أن إسرائيل تصر على أن أي حل يجب أن يحقق تفكيك حماس بشكل كامل قبل الموافقة على هدنة طويلة الأمد.
تأثيرات الرفض على الوضع الميداني
جاءت هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة، حيث تشهد الحدود الجنوبية لإسرائيل حالة تأهب قصوى وسط تحركات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب تقارير إعلامية أخرى، فإن الرفض الإسرائيلي قد يدفع المنطقة إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري إذا لم يتم التوصل إلى حلول وسطى خلال الأيام المقبلة.
موقف الوسطاء الدوليين
في المقابل، تحاول عدة جهات دولية، أبرزها قطر ومصر، الضغط باتجاه قبول صيغة للتهدئة تضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار، مع إبرام صفقة تبادل أسرى، إلا أن الرفض الإسرائيلي الأخير يعقّد من جهود الوسطاء.
ويرى محللون سياسيون أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط داخلية من الأحزاب اليمينية المتشددة، مما يجعلها أقل مرونة في أي مفاوضات مع حماس أو الأطراف الداعمة لها.
ختامًا
تعكس التطورات الأخيرة حول مقترح وقف إطلاق النار في غزة أن الطريق نحو التهدئة لا يزال مليئًا بالعقبات، وأن حل ملف المخطوفين وحده لا يكفي لضمان اتفاق دائم دون معالجة القضايا الأمنية العميقة.
ومع استمرار تبادل الرفض والتصعيد، يبقى مستقبل غزة والمنطقة بأسرها معلقًا بين دبلوماسية متعثرة واحتمالات خطيرة لتجدد القتال.
تل أبيب ترفض مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي يشمل إعادة كل المخطوفين