إعلام العدو: مقتل جندي إسرائيلي في حادث عملياتي قرب ناحال عوز

أعلنت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم، عن مقتل جندي إسرائيلي في ما وُصف بأنه “حادث عملياتي”، وقع في محيط منطقة ناحال عوز القريبة من السياج الفاصل مع قطاع غزة، حيث صدمته شاحنة عسكرية خلال نشاط ميداني.

تفاصيل الحادث

وبحسب القناة 13 العبرية، فإن الحادث وقع داخل نقطة عسكرية يستخدمها جيش الاحتلال كنقطة تمركز متقدمة في عمليات الرصد والتجهيز اللوجستي المتعلق بالهجوم الجاري على غزة.

وأشارت التقارير إلى أن الجندي كان يشارك في مهمة ميدانية روتينية عندما صدمته شاحنة نقل عسكرية خلال مناورة تحريك معدات.
وقد تم الإعلان عن وفاته بعد فشل محاولات الإنعاش، وتم نقله بواسطة مروحية عسكرية إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، حيث أكد الطاقم الطبي وفاته رسميًا.

غموض في الرواية الرسمية

رغم الإعلان عن وقوع الحادث ضمن سياق “عملياتي”، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لم تكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة الحادث أو هوية الجندي القتيل، ما أثار تساؤلات في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية حول ظروف الوفاة، خصوصًا في ظل التوتر الشديد المحيط بمناطق الاشتباك على حدود غزة.

في المقابل، لم يصدر أي إعلان من الجيش الإسرائيلي حول فتح تحقيق رسمي، بينما اكتفى الناطق باسم الجيش بوصف الحادث بـ”المؤلم”، مؤكدًا أن “الظروف قيد الفحص”.

السياق الميداني المتوتر

يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه جبهات غزة تصعيدًا ميدانيًا مستمرًا، إذ تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها البرية والجوية في القطاع، وسط مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية، وخاصة في المناطق الشرقية.

وتعتبر منطقة ناحال عوز من أكثر النقاط العسكرية حساسية، حيث تتمركز بها قوات كبيرة وتُستخدم كنقطة انطلاق للعمليات داخل حدود غزة.

تكرار “الحوادث العملياتية”

ليست هذه المرة الأولى التي يُسجل فيها مقتل جنود إسرائيليين في حوادث غير قتالية.
فقد كشفت تقارير عبرية خلال الأشهر الماضية عن ارتفاع عدد الحوادث داخل الجيش الإسرائيلي، سواء بسبب سوء التنسيق الميداني، أو الإجهاد الجسدي والنفسي الذي يعانيه الجنود في ظل العمليات المستمرة.

وكانت صحيفة “هآرتس” قد نشرت في تقرير سابق أن “الجيش بات يسجل حوادث داخلية أكثر من المعتاد”، وسط تحذيرات من تراجع الكفاءة التنظيمية والقيادية بسبب الضغط الكبير الذي تواجهه وحدات الاحتلال في أكثر من جبهة.

ردود فعل إسرائيلية

تفاعل مغردون إسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي مع الخبر، معربين عن استيائهم من استمرار “سقوط الجنود خارج أرض المعركة”، ومطالبين بمراجعة الإجراءات الأمنية واللوجستية داخل المناطق الميدانية.

كما عبرت بعض العائلات الإسرائيلية عن قلقها المتزايد من إرسال أبنائها إلى الخدمة في ظل ما وصفوه بـ”الفوضى الميدانية”، مطالبين الجيش بتوفير ظروف حماية مناسبة للجنود، حتى في المهمات غير القتالية.

ختامًا

تكشف هذه الحادثة المؤلمة مرة أخرى عن الهشاشة التنظيمية التي يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بعض الجبهات.
ومع تصاعد التوتر في غزة والمنطقة، من المرجّح أن تزداد هذه الحوادث، ما لم يُتخذ إجراء عاجل لإعادة تنظيم البنية الداخلية للعمليات الميدانية.