
إسرائيل تضغط على إدارة ترمب، كشفت تقارير إعلامية، نقلًا عن فوكس نيوز، أن إسرائيل مارست ضغوطًا على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب
للسماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا.
يأتي هذا في إطار سعي إسرائيل إلى مواجهة النفوذ التركي المتزايد في المنطقة،
إذ ترى أن وجود القوات الروسية هناك قد يساهم في تحجيم نفوذ أنقرة.
لماذا تدعم إسرائيل الوجود الروسي في سوريا؟
تعتبر إسرائيل أن التوسع التركي في سوريا قد يؤثر بشكل مباشر على توازن القوى الإقليمي.
فتركيا تدعم فصائل معارضة في الشمال السوري، كما أن لها وجودًا عسكريًا في مناطق عدة.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذا يشكل تهديدًا لمصالحها، خاصة أن أنقرة تتبنى موقفًا أكثر حدة تجاه السياسات الإسرائيلية.
من جهة أخرى، ترى إسرائيل أن بقاء روسيا في سوريا يعزز قدرتها على مراقبة التحركات الإيرانية داخل الأراضي السورية.
فمنذ اندلاع الحرب في سوريا، عملت طهران على توسيع نفوذها العسكري هناك عبر دعم ميليشيات تابعة لها مثل حزب الله اللبناني،
الأمر الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها.
وفي ظل التفاهمات القائمة بين موسكو وتل أبيب، تمكنت الأخيرة من تنفيذ ضربات جوية متكررة ضد أهداف إيرانية في سوريا
دون الدخول في مواجهة مباشرة مع القوات الروسية.
إدارة ترمب بين الضغوط الإسرائيلية والتنافس مع روسيا
اتبعت إدارة دونالد ترمب سياسة قائمة على تقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وهو ما سمح لروسيا بتعزيز نفوذها في سوريا.
ورغم أن واشنطن كانت معارضة لتوسع الدور الروسي، فإن الضغط الإسرائيلي دفع بعض المسؤولين الأميركيين لإعادة التفكير في الموقف.
تعتقد إسرائيل أن روسيا يمكن أن تكون حليفًا غير مباشر في مواجهة كل من إيران وتركيا في سوريا.
لذلك، مارست ضغوطًا على إدارة ترمب لمنع أي تحركات تهدف إلى إضعاف الوجود الروسي هناك.
ومع ذلك، فإن هذا التوجه يتعارض مع الرؤية الأميركية التقليدية، التي تعتبر أن موسكو خصم استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
التداعيات المحتملة لهذه الخطوة
دعم إسرائيل لبقاء القواعد الروسية في سوريا قد يؤثر على التوازنات الإقليمية في المنطقة.
فمن جهة، قد يؤدي هذا إلى تعزيز النفوذ الروسي على حساب الحضور الأميركي، ما قد يفتح الباب أمام تحولات استراتيجية جديدة.
ومن جهة أخرى، قد يؤدي ذلك إلى تزايد التوترات بين إسرائيل وتركيا، التي تعتبر أنقرة أن التدخل الإسرائيلي في هذا الملف يمثل تهديدًا لمصالحها.
كما أن هذا التطور قد يثير تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بعلاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن،
خصوصًا في ظل تصاعد التوتر الأميركي-الروسي على خلفية ملفات دولية أخرى.
فهل يمكن أن تستمر تل أبيب في التنسيق مع موسكو دون التأثير على تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة؟
هذا ما ستكشفه تطورات المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة.