الطيران المدني السوداني يعلن فتح المجال الجوي واستئناف العمل في مطار بورتسودان

الطيران المدني السوداني يعلن فتح المجال الجوي واستئناف العمل في مطار بورتسودان

في تطور لافت يعكس تحسنًا في الوضع الميداني بشرق السودان، أعلنت هيئة الطيران المدني السودانية اليوم رسميًا عن إعادة فتح المجال الجوي في مدينة بورتسودان، إلى جانب استئناف العمليات الجوية في مطار بورتسودان الدولي، بعد شهور من الإغلاق بسبب التوترات الأمنية في البلاد.

ثلاث رحلات جوية تصل من مطارات عربية

وأكدت الهيئة في بيان صحفي أن ثلاث رحلات طيران قادمة من دول عربية قد هبطت بالفعل في مطار بورتسودان، في أولى الرحلات منذ استئناف العمل، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل “عودة تدريجية نحو الاستقرار والتواصل الجوي الخارجي للسودان”.

وشملت الرحلات القادمة طائرات من:

• مطار القاهرة الدولي (مصر)

• مطار جدة (السعودية)

• مطار الدوحة (قطر)

أهمية بورتسودان كميناء ومطار استراتيجي

يُعد مطار بورتسودان شريانًا جويًا حيويًا، حيث يقع بالقرب من ميناء بورتسودان الاستراتيجي على البحر الأحمر، والذي يمثل المنفذ البحري الرئيسي للسودان.
ومع تصاعد الصراع المسلح في العاصمة الخرطوم ومناطق واسعة من البلاد، تحولت بورتسودان إلى مركز إداري وسياسي مؤقت للحكومة السودانية، ما زاد من أهمية تشغيل مطارها في الوقت الحالي.

خلفيات الإغلاق

تجدر الإشارة إلى أن مطار بورتسودان كان قد توقف عن العمل جزئيًا خلال فترات متفاوتة من العام الماضي، نتيجة الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى شلل في حركة الطيران المدني، وتوقف العديد من الرحلات الإقليمية والدولية.

إلا أن استقرار الوضع الأمني نسبيًا في شرق السودان شجّع السلطات على اتخاذ قرار إعادة تشغيل المطار، كخطوة أولى نحو إعادة ربط البلاد بالعالم الخارجي.

ترحيب محلي وإقليمي

وقد لاقى هذا الإعلان ترحيبًا واسعًا من المواطنين السودانيين، وخاصة أولئك العالقين في الخارج أو الراغبين في العودة إلى الوطن، بالإضافة إلى شركات الطيران التي توقفت عن تشغيل رحلات إلى السودان بسبب ظروف الحرب.

كما عبّرت عدة سفارات عربية عن استعدادها لتنسيق رحلات إجلاء أو زيارات دبلوماسية عبر بورتسودان في ظل عودة المجال الجوي للعمل.

دعوات لتوسيع القرار

من جانبها، دعت جهات مدنية ومجتمعية سودانية إلى توسيع نطاق استئناف العمل في مطارات أخرى داخل البلاد، خصوصًا في المناطق التي تشهد استقرارًا أمنيًا، مثل مدني وكسلا، معتبرين أن فتح المجال الجوي جزء لا يتجزأ من جهود الإنعاش الاقتصادي والإنساني.

ختامًا

يمثل استئناف العمل في مطار بورتسودان بارقة أمل للسودانيين في ظل أجواء الحرب، وخطوة مهمة نحو إعادة الحياة الطبيعية وربط السودان مجددًا بالعالم العربي والدولي.
ويبقى التحدي الأكبر في ضمان الاستمرارية والأمن، وسط التحديات السياسية والعسكرية المعقدة التي لا تزال تهدد استقرار البلاد.

الطيران المدني السوداني يعلن فتح المجال الجوي واستئناف العمل في مطار بورتسودان