هآرتس: مستوطنون يشعلون النار عمدًا في أراضٍ زراعية فلسطينية بالضفة الغربية

في تطور خطير يسلّط الضوء مجددًا على العنف الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، كشفت صحيفة هآرتس العبرية، نقلًا عن مصدر أمني إسرائيلي، أن مجموعة من المستوطنين أقدمت على إضرام النار عمدًا في أراضٍ زراعية تابعة لفلسطينيين، وذلك بالتزامن مع اندلاع الحرائق الكبيرة التي اجتاحت مناطق مختلفة في الداخل الإسرائيلي.

توقيت مثير للريبة

وبحسب الصحيفة، فإن عمليات إشعال الحرائق من قبل المستوطنين جاءت في وقت تشهد فيه إسرائيل موجة حرائق غير مسبوقة، مما أثار شكوكًا حول ارتباط هذه الأفعال بأبعاد سياسية أو أمنية، وربما حتى بهدف التمويه أو التغطية على ممارسات العنف ضد الفلسطينيين.

وأكد المصدر الأمني أن الحرائق اندلعت في عدة مواقع بالضفة الغربية، من بينها:

• أراضٍ زراعية قرب نابلس ورام الله.

• كروم زيتون وأشجار مثمرة مملوكة لعائلات فلسطينية.

• أحراش طبيعية قريبة من التجمعات السكنية الفلسطينية.

صمت رسمي إسرائيلي

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية أو جيش الاحتلال بشأن هذه الاعتداءات.
لكن منظمات حقوق الإنسان، محلية ودولية، سارعت إلى إدانة ما وصفته بجريمة “إرهابية بيئية” هدفها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتوسيع رقعة الاستيطان غير الشرعي.

خلفيات الحادثة

يُذكر أن الأشهر الماضية شهدت تصاعدًا في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، بما يشمل:

• إحراق ممتلكات ومزارع.

• الاعتداء الجسدي على المزارعين خلال موسم الحصاد.

• إقامة بؤر استيطانية جديدة تحت حماية الجيش.

وقد وثقت تقارير سابقة للأمم المتحدة أن عام 2024 شهد ارتفاعًا بنسبة 35% في اعتداءات المستوطنين مقارنة بالعام الذي سبقه.

ربط الحادث بحرائق الداخل الإسرائيلي

مثير للاهتمام أن عمليات الحرق التي نفذها المستوطنون تزامنت مع اندلاع حرائق ضخمة في مناطق إسرائيلية، ما دفع بعض المحللين الإسرائيليين إلى التساؤل:

“هل تسعى جماعات استيطانية لاستغلال الوضع الأمني والبيئي المتدهور لتنفيذ مخططات تهويد إضافية؟”

وهو ما أكدته هآرتس ضمنيًا بالإشارة إلى “التوقيت المتعمد” للحرائق في الضفة.

دعوات فلسطينية للتحقيق الدولي

من جانبهم، طالب مسؤولون فلسطينيون بتشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في هذا التصعيد الممنهج من قبل المستوطنين، داعين المجتمع الدولي إلى توفير حماية دولية للفلسطينيين في أراضيهم، في ظل تواطؤ الجيش الإسرائيلي وصمته المتكرر.

كما حذر المزارعون من كارثة بيئية واقتصادية، حيث تُعد هذه الأراضي مصدر رزق رئيسي لمئات العائلات.

ختامًا

في ظل غياب الردع والمساءلة، يستمر العنف الاستيطاني كأداة للتهجير الصامت بحق الفلسطينيين.
وما جرى مؤخرًا من إحراق أراضٍ زراعية في الضفة الغربية يعكس واقعًا تتعزز فيه سياسة الإفلات من العقاب، بينما يبقى الفلسطيني وحده من يدفع الثمن، أرضًا، واقتصادًا، ووجودًا.

هآرتس: مستوطنون يشعلون النار عمدًا في أراضٍ زراعية فلسطينية بالضفة الغربية