بيتزا مغمسة بالدماء في غزة: وجبتها الأخيرة قبل أن تباد

بيتزا مغمسة بالدماء في غزة: وجبتها الأخيرة قبل أن تباد

غزة – مجلة غزة

لم تكن تعلم أن وجبتها الأخيرة ستكون شاهدة صامتة على فظاعة الجريمة. قطعة بيتزا لم تُستكمَل، موضوعة على طبق أبيض، بجانب نظارات شمسية ودماء مسفوكة،

كانت تلك آخر لحظات فتاة غزية اغتالتها صواريخ الاحتلال قبل أن تُكمل طعامها. صورة تختصر آلاف الكلمات، وتجسّد الواقع الذي يعيشه المدنيون في قطاع غزة.

في مدينة اعتادت الحياة على فوهة الموت، كانت الفتاة تحاول أن تسرق لحظة طبيعية وسط أصوات الطائرات ودوي القصف.

جلست على الأرض، تناولت بيتزا، ربما كانت تصنع لحظة فرح صغيرة في قلب العاصفة. لكن الاحتلال لا يمهل أحدًا، فكان القصف أسرع من مضغتها التالية.

الصورة التي التقطها المصوّر هاني أبو رزق انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى رمز للألم الإنساني في غزة.

لا شيء في هذه الصورة يحمل طابعًا عسكريًا أو مشهدًا لمسلح. كل ما فيها عادي… بيتزا، دم، ونظارات شمسية. لكنها تقول الكثير عن استهداف المدنيين،

وتكشف عن حقيقة الحرب التي تُشنّ على الأطفال والنساء.

هذه “البيتزا” ليست فقط وجبة، بل أصبحت دليلًا صادمًا على جريمة حرب. دليل على أن الضحية لم تكن تحمل سلاحًا، بل شوكة وربما ضحكة صغيرة.

يرى نشطاء وحقوقيون أن الصورة توثق لحظة يجب ألا تُنسى، وأن رواية غزة لا يجب أن تُروى بالأرقام فقط،

بل بالقصص الإنسانية التي تكشف وجوه الضحايا الحقيقيين، وتعيد إليهم بعضًا من إنسانيتهم.

في عالم منهك بالحروب والمصالح، تأتي هذه الصورة لتصرخ: هنا كانت حياة. وهنا قُتلت الحياة… قبل أن تُؤكل قطعة البيتزا الأخيرة.

بيتزا مغمسة بالدماء في غزة: وجبتها الأخيرة قبل أن تباد