
أيّها السّاسة والقادة.. لا تنزع الرّحمة إلّا من شقيّ، أ.د. سلمان بن نصر الدايه
17 شوال 1446 هجرية، 16 إبريل 2025 ميلادية
فإن قيل: إنّ ما يحدث في قطاع غزّة من تدمير وتقتيل وتشويه وتشريد معزوم على فعله من عدوّنا شئنا أم أبينا، فعاجلناه بحدث السّابع من أكتوبر؟
فالجواب: لا يسوغ لكم هذا، إذ كان عدوّنا مشغولاً عنّا بقدر ما،
وقد علمتم من طريقته إبّان السّنوات الخوالي أنّه لا يعمل فينا طائراته وصواريخه الموجّهة،
ولا يجوس ديارنا بدبّاباته إلّا بفعل من أحزاب المقاومة يذعره، لا لنزاهة فيه؛ فهو مجرّد عن ذلك، وهو أشدّ النّاس عداوةً للّذين آمنوا.
ولا يحسن أن يطلب المؤمن لنفسه و أهله الابتلاء، ولا أن يتسبّب به؛ بل ولا يتمنّاه بقلبه، ويدعو لنفسه وأهله بدوام العافية؛
لما علم من سنّة الله القدريّة الكونيّة أنّ الابتلاء إذا ألقي على المؤمن أعين عليه، وإذا طلبه وكل إليه،
ويتأكّد قبح التّسبيب بالابتلاء والتّحرّش بالأعداء في حال غياب القوّة المؤهّلة لدفعهم بحديث عبد اللّه بن أبي أوفى رضي الله عنه،
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ)،
والتّمنّي عمل قلب، والعدوّ هو من يناصبك العداء، ويحرص على إلحاق الضّرّ بك.
والمعنى: لا تتمنّ بقلبك لقاء عدوّك الحربيّ، وسل الله دوام العافية؛
فاقتضى بمفهومه الموافق النّهي عن طلب لقائه بالفعل.
أيّها السّاسة والقادة.. لا تنزع
Very good https://lc.cx/xjXBQT